صنعاء - رشا الوضاحي 

تواجه الفتاة الكثير من المتاعب في رحلتها نحو تحقيق ذاتها وطموحها المستقبلي، بسبب موروثات تحبط تقدمها، فقد تعافر من اجل حقها في التعليم وقد تشهد رحلتها نحوالجامعة تحديات اضافية أما حين تصل للاستقلال المالي فقد تواجه قيوداً أكثر صرامة  

 

تعمل الممرضة ماريا حسن طوال النهار وفي نوبات ليلية  لكن جهدها لايؤتي ثماره المرجوة والسبب في كما تقول "مهنة التمريض متعبة جداً، والأجر الذي اتقاضاه منها ليس بكبير، وعلى الرغم من ذلك يذهب جزء كبير منه الى أهلي، مع أن مستواهم المادي جيد لكنهم يقولون انني سوف اصرفه في أشياء غير ضرورية"

 

تمثل عملية الاستحواذ الاسري على أجر المرأة العاملة شكلا من اشكال اعاقة عملية التمكين الاقتصادي للمرأة في كثير من مناطق اليمن "ليس لي الحق الكامل بالتصرف بأموالي الخاصة كما اريد" تقول عبير غالب –موظفة وتضيف "الفتاة تدرس وتجتهد لكي تستقل ماديا وتبني مستقبلها لكنها تصطدم بمسؤوليات مالية تحرمها التصرف في مالها"

 

تحصل بسمة على راتب وظيفي زهيد، يذهب ثلثه لسداد أقساط المعهد الذي تتعلم فيه اللغة الإنجليزية، بغية الحصول على ترقية وظيفية فيما يتوزع الباقي بين امها واخوها الاصغر الذي تتحمل ثمن حاجته اليومية من "القات "كما تقول مضيفة "إخواني الأكبر مني، لايلتزمون بمسؤوليات مالية تجاه عائلتنا، بل ترهقني المسؤولية الملقاة على عاتقي وحدي".

 

تقول الأستاذة جمالة القاضي مدير المساحه الآمنة في إتحاد نساء اليمن: أن تحميل المرأة كل تلك الأعباء المالية والتحكم بمواردها وعدم تقدير جهدها.. يشكل لها ضغطاً نفسياً.

 

فيما تعتبر استاذة علم الاجتماع إلهام الرضا أن "من الضروري أن يكون لدى الأهل وعي بأن المرأة كيان مستقل، وهي المسؤولة عن نفسها ولها حرية التصرف والسيطرة على مواردها ولا تحتاج لولي أمر لكي يرشدها"

 

تقوم الفكرة السائدة على مبدأ أن الرجل هو المسؤول الأول عن الجانب المادي والمرأة غير مكلفة بنفقة الأطفال عند تكوين الأسرة، وهي إن تحكمت بأموالها فستهدرها على الكماليات ولذلك يقرر الزوج أيضاً كيفية تصرف المرأة بدخلها المادي وليس المرأة ذاتها من تقرر بحسب الرضا

 

 

وتفيد فاطمة عبدالله (معلمة) بالقول «كان زوجي يسيطر على راتبي، وهو المتصرف بأموالنا معا، في بداية الأمر لم اكن أبالي،لاننا كنا بحال جيدة، لكن مع مرور الوقت أصبحت لي متطلبات اريد الحصول عليها، وعندما طالبته باسترجاع مرتبي»، رد علي بانه لاينقصني شيء ولا تحق لي المطالبة؛ كون متطلبات الأسرة كثيرة، ازدادت المشاكل بيننا ووصلت الأمور إلى الإنفصال. وحين استعدت راتبي وقعت تحت مطرقة الأهل من جهة وتهرب الزوج من نفقة الاطفال

 

(ن.ه) طبيبة اسنان تسلط الضوء على زاوية إضافية «اعطي مجبورة نصف راتبي لوالدي لانه تحّمل نفقات تربيتي وتعليمي، والان أتى وقت استرداد ما أنفقه علي طوال سنوات». وتضيف هذا الدَّين تدفعه الفتاة، اما الفتيان فمعفييون منه كما يبد في تقاليد العائلة.