حضرموت - فاطمة بافطيم

زينب فتاة ذات الثالثة عشر ربيعًا، من وادي المسنئ بمحافظة حضرموت، شرق اليمن حرمت من اكمال تعليمها منذ قدوم عائلتها للعيش في هذه المنطقة الريفية، في حين يتابع اخواها الصغيران دراستهما.

وأد حلمها في بداية التحاقها بالمرحلة الابتدائية، في مجتمع ريفي يرى أن دراسة الفتاة حتى المستوى الخامس القدر الكافي للتوقف عند ذلك.

"العادات والتقاليد، أجبرتنا أن تكون الفتاة ربة منزل فقط" بهذه الكلمات استهلت والدة زينب حديثها، وتابعت: أنا لست ضد تعليم الفتيات ولكن نشهد بأن مجتمعنا الريفي يمنع تمامًا مواصلة الفتاة لمراحل دراسية تفوق الصف الخامس، فهذه عاداتنا منذ أن كنا صغارًا.

وتستطرد أم زينب في حديثها قائلة: بكل الأحوال فان كل فتاة سواء كانت متعلمة أو غير متعلمة ستتزوج في النهاية، وسيكون هناك شخص مسؤول عنها وعن متطلباتها، أما الشاب فهو المتكفل بكل تلك الأمور وأرى أن تعليمه أولوية.

 

وأكدت التربوية "منال باكيلي" مديرة مدرسة مجمع ثله باعمر للبنات بمديرية أرياف المكلا بساحل حضرموت بأن ما لمسته خلال فترة (2019-2020م) هو عكس توقعاتها، وهو وجود عدد بأس به من العائلات الريفية وخاصة البدوية الذين قاموا بإلحاق بناتهم بالتعليم.

وتردف باكيلي: بسبب العادات والتقاليد والتمييز بين الجنسين منذ القدم، تحرم المرأة من العديد من حقوق الإنسان الأساسية واهمها مواصلة تعليمها، فليس لديها الحق والحرية في أن تحقق ذاتها علميًا.

 

أرقام

وفي تصريح لرئيسة قسم تعليم الفتاه بمديرية أرياف المكلا منى بن عيدان انه في عام 2012 كان عدد الفتيات الملتحقات بالمدرسة بالمديرية 653 فتاة، وفي عام2013 كان عدد الفتيات 717 فتاة، بينما في عام 2014-2015 عدد الفتيات 719 فتاة،فيما عام2017-2018 بلغت عدد الفتيات 940 فتاة ولذا نلاحظ الفرق بأن هناك تزايد.

ربة منزل

يقول والد زينب: إن عادات المجتمع الريفي التي عرفناها تمنع مواصلة الفتاة للتعليم حينما تكون قد تعدت الصف الخامس، وذلك لان الفتاة تكون في النهايةربة منزل وأن مواصلة التعليم يكون دون جدوى لها فاذا كانت تحت ظل زوجها ورعايته فنقول أن الدراسة لا تعني لها أهمية.

ويرى والدها بأن حالها سيكون مثل أمها وأن مساعداتها ووقوفها لجانب والدتها وإخوتها ضرورة ملحه بان تكون متواجدة بالبيت وليس في المدرسة، معتبرًا أن مجتمعه يسعى جاهدا لتعليم الولد أكثر من البنت كون الولد هو المتكفل الأول لبيته مستقبلًا، وحتى يضمن له عملا مشرفًا بمواصلة دراسته لما بعد الثانوية.

صعوبات وحلول

وتفيد الاخصائية الاجتماعية ناهد أحمد، بأن الفتاة تنصرف عن إتمام التعليم لتنخرط في مسؤوليَّة وتبعات الزواج، وما ينتج عن العادات والتقاليدو الأعراف، وما ينجم الاختلاط في فصول الدراسة بالنسبة للمناطق الريفية منمشاكل".

وتؤكد ناهد بأن أهم معوقات تعليم الفتاة الريفية، بعُد المدرسة عن بيتها بحكم ترامي بعض قرى الريف، وقلة الوعي لدى الآباء لتشجيع الفتاة على الدراسة لأنهم يفضلون أن تقوم بأعمال المنزل، ورعي الغنم على أن تلتحق بالتعليم.

وتواصل: من ضمن المعوقات ضعف الوعي لدى البنت نفسها لعدم التعليم في المدرسة، خصوصاً عندما تكون قد أخذت دورات حفظ القرآن الكريم لأنها في ظنها أنها قدها تقرأ وتكتب، وعدم إدراك الآباء لأهمية تعليم بناتهم، بحجة أنهن ليس لهن مستقبل مثل الأولاد، وأنهن سيتزوجن في سن مبكر، ناهيك عن رفض المعلمات الخروج من المدينة للتدريس في الأرياف".

وتؤكد ناهد على أهمية بث الوعي حول أهميّة تعليم المرأة، ويشمل ذلك التوعية الدينية المتكاملة، وبناء نظم المجتمع وعاداته التربوية في بلادنا على أساس الإسلام، والذي يراعي مبادئ وقيم المجتمع وعاداته، كعدم الاختلاط في التعليم، مشيرة إلى أهمية انتهاج معايير القيم والأخلاق في الجامعات ومرافقها المختلفة كالحدائق والساحات والمكتبات، وضرورة الاستفادة من النظم التعليميَّة والتربويّة العالميَّة.

التوعية والتثقيف

مدير إذاعة سلامتك FM صلاح العماري، يعلًق على الموضوع قائلًا: ينتج عن تعليم الفتاة الريفية صعوبات كبيرة وعاده ما يكون سببها العادات والتقاليد في أغلب المناطق الريفية".

وأضاف: نحن كإذاعة سلامتك بدورنا، ساهمنا ولا نزال كذلك، في نشر التوعية والتثقيف، بتقديم برامج توعوية، كبرنامج "كما يجب" تقدمه المذيعة أروى عبود، يذاع كل يوم أربعاء يتحدث عن الفتاة وأهمية تعليمها.

وتابع: كما هناك برنامج "اقلها نحكي" يقدمه المذيع علاء مثقال، وتعده منى العطاس يتطرق إلى التعليم ومواصلة تعليم الفتاة، وما الأسباب التي تؤدي إلى التسرب من التعليم".

وأشار العماري إلى الإذاعة تحرص في برامجها التوعوية الخاصة بالتعليم، أن تعدها وتقدمها كوادر نسائية.