حماس محمد أمين

 

تواجه المرأة العاملة في اليمن صعوبات تتنوع بين قصور النظرة الاجتماعية نحو تمكين المرأة، والتنمر، والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، وتأتي المرأة العاملة في مجال الإعلام في واجهة من يعشنّ تلك الصعوبات، غير أنّ المرأة اليمنية، وبرغم كل تلك العوائق، تمكنت من تحقيق نجاحات واقعية، خاصة في مجال الاعلام.   

الصحفية هدى حربي واحدة من العاملات في المجال الإعلامي اللاتي عشنّ هذا النوع من التجارب.

تقول لـ "هودج": "بدأت العمل في مجال الإعلام العام 2008م، في مشروع إعلامي مع بعض الزميلات؛ من خلال إنشاء منصة "نسوان ڤويس" عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيس بوك، وهي منصة مهتمة بقضايا المرأة في اليمن".

إعلاء صوت المرأة

حصدت صفحة المنصة، بحسب الحربي، على 21 ألف متابع؛ ما شجعها على إنشاء موقع إلكتروني.

وبحسب الحربي، انطلق الموقع العام 2019م؛ لخدمة حقوق وقضايا المرأة اليمنية في الجوانب الاجتماعية، والاقتصادية، والإنسانية.

وتضيف: "أردنا أنا وزميلاتي الصحفيات، من خلال هذا الموقع، إيجاد وسيلة إعلامية تسهم بدرجة أساسية في مناصرة قضايا المرأة".

عمل الفريق بجهود ذاتية؛ كون الموقع لم يتلقَ دعمًا من أي جهة، تقول الحربي: "عملت مع الزميلات على إنتاج مواد مختلفة لجهات عدة، وكنا نخصص جزءًا من العائد المالي كنفقات تشغيلية للموقع"

"لم أتحصل على جهة مانحة تُساعدني في توفير بعض التكاليف التي أحتاجها للترويج للموقع"

وتوضح: "كان يجب علينا، نحن الصحفيات، أن نتواجد بقوة داخل الساحة الإعلامية؛ من أجل إعلاء صوت المرأة، وقضاياها، وتعزيز ثقافة السلام في ظل الحرب القائمة في البلد".

عملت الحربي، خلال عقد من الزمن، كصحفية، ومُعِدة ومقدمة برامج إذاعية، ثم مخرجة برامج، ومراسلة تلفزيونية. 

إدارة

وتُعد الصحفية نعائم خالد، مديرة موقع "نعائم نيوز" من النساء اللواتي حققنّ نجاحًا في مجال إدارة المواقع الإخبارية.

تقول نعائم حول تجربتها في العمل الصحفي: "بدأت في العمل مع الزملاء؛ إذ كنت أرسل موادًا إعلامية إلى عدد من المواقع، فيقومون بنشرها، وحاليًا أقود الموقع الذي تعمل فيه، إلى جانبي، صحفيات أخريات".

وتضيف نعائم: "لم أواجه صعوبات معنوية بقدر ما عانيت من صعوبات مادية؛ حيث لم أتحصل على جهة مانحة تُساعدني في توفير بعض التكاليف التي أحتاجها للترويج للموقع".

مميزات

يشهد العمل في المواقع الإخبارية إقبالًا نسائيًا؛ كونه العمل الأنسب، والأكثر إقناعًا لأسرهنّ؛ حيث يتطلب، في كثير من الأحيان، العمل من المنزل كمحررات.

تقول الصحفية فاطمة العنسي، وهي إحدى الصحفيات العاملات في الصحافة الإلكترونية: "العمل في المواقع الإلكترونية أكثر أمانًا من العمل الإعلامي الميداني؛ فالواقع الذي أنتجته الحرب ليس آمنًا".

"أفضل الكتابة في المواقع المستقلة، خصوصًا تلك المهتمة بالقضايا الإنسانية"

وتدعو العنسي زميلاتها الإعلاميات إلى الالتزام بالقيم المهنية، والمحافظة على الاستقلالية؛ من أجل أداء رسالة إعلامية ذات معنى، كما تقول.

تلخص العنسي الصعوبات التي تواجه الصحفيات في اليمن في أشياء من نوع "رداءة الإنترنت، وعدم تجاوب بعض المصادر أثناء إنتاج المواد الصحفية، بالإضافة إلى أنّ العمل في المواقع الإلكترونية يتم دون عقود، ولا توجد وثيقة تحفظ حقوق الصحفي".

قيود

الصحفية أحلام المقالح، التي بدأت الكتابة في الصحف الورقية العام 2011م، ككاتبة مقالات في صحفية الجمهورية، تحولت في ظل الحرب إلى الصحافة المستقلة المهتمة بالقضايا الإنسانية، وقضايا النساء بشكل خاص.

تقول المقالح: "في فترة الحرب، توقف عملي تمامًا، ثمَ نزحت أنا وأسرتي لفترة طويلة خارج محافظة تعز؛ فقررت العمل مع مواقع إخبارية عام 2018م؛ بسبب قيود الحرب، وتوقف أغلب الصحف الورقية".

وتشير المقالح إلى أنّ العمل في بعض المواقع الإلكترونية التابعة لهذه الجهة أو تلك من أطراف النزاع يفرض قيودًا على الصحفي وعمله، في ظل شحة وجود منصات مستقلة.

وتضيف: "أفضل الكتابة في المواقع المستقلة، خصوصًا تلك المهتمة بالقضايا الإنسانية، والتي تهتم بقضايا النساء، والأطفال، والنزوح".